وزير خارجية اليمن ثمَّن ما تقدمه الأيادي الخيرة من إغاثة إنسانية لبلاده

اليماني لـ “السياسة”: نتائج مشاورات الكويت بداية المفاوضات مع الحوثيين

وزير الخارجية اليمني خالد اليماني

يدنا ممدودة للسلام إذا نجحت مهمة المبعوث الدولي مع الانقلابيين الحوثيين

مستمرون في العمليات العسكرية لحين انسحاب الحوثيين من الحديدة

الحوثيون يستهدفون الملاحة الدولية في البحر الأحمر بصواريخ “حزب الله”

لا غيوم بين اليمن والإمارات بل تباين في العمل بين المؤسستين العسكريتين

 

حوار ـ شوقي محمود:

أكد وزير خارجية اليمن خالد اليماني أن المقاربة المهمة التي تحققت في المشاورات التي استضافتها الكويت للاطراف اليمنية سيتم الانطلاق منها والاعتماد عليها في اي مفاوضات مقبلة مع الحوثيين، مشيداً بما يقوم به الوفد الكويتي في الأمم المتحدة بالتنسيق مع نظيره اليمني في الدفاع بقناعة واحترافية عالية عن مشروع استعادة الدولة اليمنية.
جاء ذلك في حوار اجرته “السياسة” مع اليماني الذي شدد على أن الباب مازال مفتوحا للسلام أمام الحوثيين اذا انسحبوا من الحديدة وسلموها للشرعية وذلك حسب مبادرة المبعوث الدولي مارتن غريفيثس، وإلا سيكون الخيار هو الاستمرار في العمليات العسكرية.
وأشار إلى أن الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر في خطر لقيام ميليشيات الحوثي بتلغيم ميناء الحديدة بطريقة عشوائية بالإضافة إلى استخدامها لصواريخ طورها حزب الله لاستهداف السفن في هذا الممر الملاحي.
ووصف اليماني ايران بالدولة المارقة ولا ينبغي السكوت عليها وإلا سنجد انفسنا امام حالة مشابهة لكورية الشمالية في المنطقة، حيث تزود طهران الحوثي بالأسلحة والصواريخ لإطالة امد الحرب والاعتداء على السعودية، وبالتالي فإن ايران هي سبب المشكلات في اليمن والمنطقة، ومغازلة بعض الدول للنظام الايراني واستخدامه في المقايضة السياسية خطأ فاضح سيدفع العالم ثمنه غالياً اليوم أو مستقبلا.
ونفى اليماني وجود سحابة او غيوم في العلاقات اليمنية الاماراتية انما قد تكون تباينات بين المؤسستين العسكريتين في البلدين في الأداء العملي على الارض، وهذه التباينات تحدث في كل الجيوش. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ماهي قراءتكم لدور الكويت في الأزمة اليمنية ومحاولاتها للتقريب بين الاطراف للتوصل الى حل سلمي؟
للكويت دور مهم ومؤثر وخيِّر في اليمن ، فالعلاقات بين البلدين عميقة وضاربة في القدم ، وتوجد علاقة خاصة بين المواطنين الكويتيين واليمنيين، واسهمت الكويت خلال مراحل التاريخ المختلفة في دعم التواصل بين اليمنيين حينما كانت اليمن مشطرة، حيث عقدت في الكويت احدى أهم حلقات الحوار من أجل استعادة توحيد اليمن، وكان لها فضل كبير في دعم الوحدة على الرغم مما حدث في حرب الخليج والغزو العراقي للكويت ووقوف نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح بطريقة لا تستوعب عمق العلاقات اليمنية الكويتية إلى جانب العدوان العراقي ضد الكويت وشعبها وسيادتها،إلا إن الكويت بقيت سامية رغم الجروح وظلت تمد يدها لليمنيين وتساعد اليمن في محطات التاريخ إلى أن جاء مشروع استعادة الدولة، فكانت الكويت سباقة في الوقوف مع كل الأشقاء في التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية. فهي جزء ومكون رئيسي من مكونات هذا التحالف وشارك أبناء الكويت في القتال مع التحالف بقيادة السعودية جنبا الى جنب في جبهات القتال مع أشقائهم في اليمن وهذه كلها صفحات مضيئة من تاريخ العلاقات اليمنية الكويتية لن ينساها الشعب اليمني وستبقى محفورة في ذاكرة الأجيال.
كنتم شاهد عيان على مشاورات السلام اليمنية اليمنية التي استضافتها الكويت لمدة 90 يوماً، فما انطباعاتكم عن هذه المفاوضات؟
لعبت الكويت دور الميسر الرئيس في عملية المشاورات في ظل رغبة كويتية أن يتم التوصل إلى اتفاق سلام بناء على الثوابت الوطنية والدولية واخص بذلك مرجعيات السلام الثلاث وهي المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالشأن اليمني وتحديدا القرار رقم “2216”، وحينما انجزنا في الكويت الشق الأمني المتصل بترتيبات الانسحاب وتسليم الأسلحة وتحديداً الصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة انسحب الطرف الحوثي من المشاورات وغادر الكويت للالتفاف على هذا الاتفاق الذي وقعت عليه الحكومة اليمنية، وستظل الكويت معلماً مهماً لأننا حققنا فيها مقاربة مهمة جداً في معالجتنا للأزمة اليمنية سننطلق منها ونعتمد عليها في مشاوراتنا المقبلة.

تنسيق أممي
ماذا عن دور الكويت كعضو غير دائم في مجلس الأمن لمعالجة الأزمة اليمنية؟
تمثل الكويت المجموعة العربية في مجلس الأمن للعامين الحالي والمقبل، ووجدنا التعاون والتنسيق من الوفد الكويتي مع نظيره اليمني، حيث نعمل على مدار الساعة في تواصل لإرسال رسائلنا المشتركة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن ويقوم الوفد الكويتي بجهد كبير جداً يشكر عليه حيث يتمتع بالقناعة والإيمان في الدفاع عن مشروع استعادة الدولة اليمنية كما تمتزج هذه القناعة باحترافية عالية نظرا لوجود إمكانات تقنية عالية وخبرات غير محدودة في كادر البعثة الكويتية في نيويورك في فهم القانون الدولي والقانون الانساني الدولي ومواد ميثاق الامم المتحدة.
ماذا عن المساعدات الكويتية لليمن؟
نحن لا ننسى الأيادي الكويتية الخيرة فسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو قائد العمل الإنساني على مستوى العالم ، فكانت الكويت ومازلت سباقة في تقديم العون والإغاثة الإنسانية وتنظيمها بما يتفق مع النظم الدولية الحديثة ولا ننسى دور الكويت في إغاثة اليمن ضمن جهود مركز الملك سلمان الإغاثة الإنسانية باعتبار المركزا الإغاثي للتحالف.

مبادرة الحديدة
ماذا عن الوضع الحالي في اليمن وخصوصا بعد زيارة المبعوث الدولي مارتن غريفيثس ومحادثاته مع الحوثيين؟
كان الهدف الأساسي من زيارة المبعوث غريفيثس إلى صنعاء هو التركيز على ما أطلق عليه “مبادرة الحديدة”، وذكرت الحكومة اليمنية في بيان لها مساء الأحد الماضي أنها تؤكد على الإلتزام بالسلام المستدام وأن يدنا ستظل ممدودة من أجله، ولكنه السلام الذي يقوم على أساس المرجعيات الثلاث وتسليم الأسلحة والانسحاب فإذا قبل الطرف الانقلابي اليوم العودة إلي جادة الصواب ويريد أن ينقذ اليمن من المآسي والكوارث التي أحدثتها عملياته العسكرية والتدمير الشامل لمقدرات الشعب اليمني منذ انقلاب سبتمبر 2014 ، فالباب لا يزال مفتوحاً شريطة الانسحاب من الحديدة وتسليمها الي الشرعية وحينها ستستمر عملية الإغاثة الإنسانية بشكل طبيعي.
ويحاول المبعوث غريفيثس في صنعاء أن يقنع الطرف الانقلابي بأنه لا جدوى من التعنت ومواصلة تدمير الحديدة حيث قام الحوثيون بتلغيم الميناء بالكامل وبطريقة عشوائية أي أن الملاحة الدولية جنوب البحر الأحمر ستتعرض لخطر هائل، وهذا خرق شديد للقانون الدولي لا ينبغي السكوت عليه.
واذا لم يقنعهم؟
سنستمر في عملياتنا العسكرية وليعلم العالم أننا مددنا يدنا من أجل السلام وان الطرف الحوثي في كل لحظة كان يرفض السلام ويفضل اللجوء إلى حالات الانتحار والتي تعكس حقيقة أن الانقلاب باتت أيامه معدودة وأن الشعب اليمني سينتفض في المناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلاب، وهناك مؤشرات كبيرة على ذلك.

أميركا والاتحاد الأوروبي
هناك من يتحدث عن موقف سلبي لأميركا والاتحاد الأوروبي من استعادة الحديدة، فما هي الحقيقة؟
– هذا كلام غير دقيق، فالولايات المتحدة الأميركية كانت ومازلت الداعم الرئيس لعمليات التحالف والحكومة الشرعية لاستعادة اليمن وهزيمة المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، والموقف الأميركي لإدارة الرئيس ترامب يعكس نضوج في السياسة الدولية وفهم عميق لمقتضياتها وعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الدول المارقة.
وفي أوروبا توجد بعض الدول التي تتفهم موقفنا وعملياتنا في الحديدة كما أن البيان الذي صدر عن الأمين العام للأمم المتحدة يتفهم تعقيدات العملية العسكرية ويركز على وجود اعتداء من قبل الحوثيين على السفن في الممرات الدولية جنوب البحر الأحمر وتعرضها لصواريخ تم تطويرها من قبل حزب الله لاستهداف الملاحة الدولية.
ويجب أن تتوقف هذه الاعتداءات لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر ولكنها لن تتوقف بوجود الحوثيين مسيطرين على ساحل هذا البحر والحديدة على وجه الخصوص، وستتوقف هذه الاعتداءات عندما تسيطر الحكومة الشرعية والدولة وتوفر الأمن والاستقرار للممرات الدولية.

العلاقات اليمنية الإماراتية
هل انقشعت السحابة التي خيمت على العلاقات اليمنية الإماراتية؟
لم تكن هناك سحابة ولا غيوم في العلاقات بين الدولتين وإنما قد تكون هناك تباينات في الأداء العملي على الأرض في عمل المؤسسات العسكرية الإماراتية قد لا تتفق مئة في المئة مع نظيرتها المعنية في اليمن أو في مكونات التحالف وهذه التباينات تحدث في كل الجيوش، ومثلت زيارة رئيس الجمهورية إلى ابوظبي خلال الاسبوع الماضي ولقائه الشيخ محمد بن زائد، تأكيدا بأن تحالف استعادة الشرعية الذي تقوده السعودية هو اليوم أقوى من أي وقت مضى وعزمه لا يلين لتحقيق أهداف استعادة الشرعية في الجمهورية اليمنية.
هل ستوقعون اتفاق السلام مع الحوثيين في الكويت في حالة التوصل اليه؟
نحن نعتبر أن ما تم في الكويت هو إنجاز من أجل السلام وهي ستشكل محطة مهمة في أي اتفاق نهائي وعندما نذهب إليها فسيكون فقط لبلورة الاتفاق النهائي على أن تكون الرياض المحطة الأخيرة لتوقيع الاتفاق الشامل.
هل لديكم كلمة في نهاية هذا الحوار؟
اريد القول إنني أتشرف بالحديث إلى جريدة “السياسية” فهي عميدة الإعلام العربي وتاريخه وقفت مع قضايا العرب وكانت سباقة للدفاع عن المصالح العربية في احلك الظروف وستبقى “السياسة” عنواننا ونبراسنا الذي نستدل به للوصول إلى بر الأمان.

الكيل بمكيالين

قال وزير خارجية اليمن خالد اليماني: إن بعض الدول في مجلس الأمن تكيل بمكيالين فهناك تهديد الملاحة الدولية من خلال ألغام تطلق بطريقة عشوائية في الممر المائي الدولي، وهذا خرق فاضح للقانون الدولي ولا أرى المجتمع الدولي يتكلم كما يتم استهداف السفن التجارية بالصواريخ ولا يصدر عن الأمم المتحدة أي موقف قوي ويكتفون بالحديث عن إعاقة الإغاثة.
وأضاف، أنه في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة بدعم من التحالف بعمليات عسكرية في الحديدة، فإنه توجد زيادة استثنائية للعمليات الإنسانية حيث وصلت شحنات إغاثية لكل المناطق المحاذية لمناطق العمليات العسكرية وهناك سفن إغاثية متواجدة حاليا من مركز الملك سلمان خارج ميناء الحديدة تحمل شحنات إغاثية وادوية لتغطية الاحتياجات في الحال.
وأكد أنه إذا نجح المبعوث غريفيتثس في إقناع الحوثيين فستكون هذه خطوة إيجابية على طريق إجراءات بناء الثقة وصولا لتنفيذ قرار 2216.

مغازلة أوروبية لإيران

قال وزير خارجية اليمن خالد اليماني: قلنا والأمم المتحدة تقول وهذا ليس سراً من خلال تقارير فريق الخبراء الخاص بلجنة العقوبات إن إيران غير ممتثلة لمقتضيات المادة “14” من قرار مجلس الأمن رقم “2216” المتصلة بارسال أسلحة وصواريخ الى الحوثيين في اليمن لإطالة امد الحرب والاعتداء بهذه الصواريخ الباليستية على الدول المجاورة لليمن.
وأضاف أن ايران هي مشكلتنا في المنطقة واليمن واذا اعتقد الحوثي أن إيران ستأتي لنجدته فهو على خطأ لأن إيران تتعرض اليوم لضغط دولي كبير تقوده الولايات المتحدة الأميركية، حيث إنها دولة مارقة لا ينبغي السكوت عليها واذا سكتنا عليها سنجد أنفسنا أمام حالة مشابهة لكوريا الشمالية في المنطقة.
وأوضح أنه حينما استهدفت المليشيات الحوثية المنشآت المدنية ومطار الملك خالد في السعودية سكت العالم ولم يحرك ساكنا فماذا سيحدث عندما تطور إيران صواريخها المتوسطة وبعيدة المدى وتمطر مطارات اوروبا؟ فهل ستسكت اوروبا؟ فاليوم أوروبا تغازل إيران وتريد الإبقاء على الاتفاق النووي لان هناك مصالح هائلة تريد الشركات الأوروبية أن تبقي عليها مع إيران، والسؤال هو كيف تكون هناك مصالح مع دولة مارقة وتمارس الإرهاب بتقييم الأمم المتحده.
وأكد اليماني، أنه ينبغي أن يدرك العالم أن مغازلة النظام الإيراني واستخدامه في المقايضة السياسية خطأ فاضح سيدفع العالم ثمنه غالياً اليوم ومستقبلا.