تصريح صحفي للدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، عدن، 1 يونيو 2022

تصريح صحفي للدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين، عدن، 1 يونيو 2022


سعداء بزيارة سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية السيد ستيفن هاريس فاجن برفقة المبعوث الخاص السيد تيم ليندر كينغ إلى عدن يومنا هذا، حيث تترافق هذه الزيارة مع زيارات أخرى للعديد من الوفود الدبلوماسية التي تقصد العاصمة المؤقتة عدن في رسالة واضحة من المجتمع الدولي لدعم الشعب اليمني، ودعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في جهودهما لتطبيع الأوضاع، واستعادة الاستقرار والأمن، وتحسين الخدمات في عدن وكافة المحافظات المحررة.

إن الاهتمام الذي توليه الإدارة الأمريكية لليمن والجهود الذي تبذلها لإنهاء الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية ضد كافة أبناء الشعب اليمني والسعي نحو إحلال السلام الشامل والعادل في اليمن، هي جهود محل تقدير وتعكس عمق ومتانة العلاقات اليمنية – الأمريكية، وكما أكدت خلال لقائي الأخير في واشنطن مع السيد انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة فإنني أجدد هنا تأكيد والتزام الحكومة اليمنية للعمل عن كثب مع الإدارة الأمريكية وبذل كل ما يمكن لإنهاء الحرب وإحلال السلام وفقا للمرجعيات الثلاث ورفع المعاناة عن كافة أبناء الشعب اليمني.

أننا نتطلع لتعزيز التعاون الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة في كافة المجالات ولا سيما في إعادة بناء المؤسسات المدنية والأمنية، وإقامة المشاريع الاستثمارية خاصة في العاصمة عدن، كما نشيد بالشراكة الفاعلة بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف العنيف.

لقد تفاءل اليمنيون برؤية الزخم الدولي والجهود الصادقة التي بُذلت لإرساء الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة والتي تهدف إلى رفع المعاناة الإنسانية التي تسببت بها حرب المليشيات الحوثية تجاه كافة أفراد وأطياف الشعب اليمني، وهي الحرب التي ما زالت تسعرها هذه المليشيات بتصعيدها العسكري في حجة وتعز رغم الهدنة متسببة بسقوط مئات الضحايا من المدنيين سواء أولئك الذين تستهدفهم بالصواريخ والطائرات المسيرة، أو أولئك الذين يسقطون ضحايا لملايين الألغام الفردية التي زرعتها المليشيات بشكل عشوائي في كل أراضي اليمن.

وللأسف وعلى الرغم من تقديم الحكومة للعديد من التنازلات الكبيرة لإنجاح الهدنة إداركاً وإيماناً منها أن الأهم هو رفع معاناة الناس بعيداً عن تعنت واستغلال الحوثيين لهذه الملفات الإنسانية، إلا أن هذا التفاؤل لم يلبث أن أصطدم بجدار التعنت والمماطلة الحوثية وهو الأمر الذي استمرأته هذه المليشيات في ظل عدم مساءلتها عن نتائج أفعالها وانتهاكاتها بحق اليمنيين.

أننا نود أن نذكر المجتمع الدولي بأن القضايا الإنسانية لا تقبل التجزئة ولا ينبغي التعامل معها بتمييز، فمعاناة المدنيين واحدة سواء في صنعاء أو الحديدة أو تعز، إن رفع قيود التنقل في تعز يجب أن تطبق فورا وفقا لاتفاق الهدنة ولا ينبغي الصمت تجاه ما تقوم بهذه المليشيات من حصار مستمر لمحافظة تعز وإغلاق طرق ومنافذ المحافظة، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين في تعز، وتجاه إنجاح الهدنة باعتبار ذلك مقياس الثقة الحقيقي الذي يفترض البناء عليه للوصول لعملية سلام حقيقة وشاملة وعادلة.