وزير الخارجية وشؤون المغتربين في حوار مع “26سبتمبر”: المجتمع الدولي مطالب بدفع المليشيا للقبول بخيار السلام العادل

سبتمبر نت/ حاوره– أنور العامري

 

 

ملفات ساخنة يعكف مجلس القيادة الرئاسي على التعاطي معها بمسؤولية

 

مجلس القيادة الرئاسي أعاد ترتيب البيت اليمني وساهم في توحيد جهود القوى السياسية

 

القوات المسلحة ستواجه الإرهاب بكل أشكاله وصوره ولن تتهاون مع العناصر الإرهابية

 

التكامل بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية سيهزم الإرهاب أياً كان

 

 

قال إن ثورة الـ26 من سبتمبر هي الحدث الأكثر أهمية في التاريخ المعاصر ونقطة الانطلاق نحو يمن موحد وأن المناضلين الأحرار كانوا وما زالوا نبراسا لهذا الطريق.

 

وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك في حور مع “26 سبتمبر” تحدث عن جملة من القضايا المحورية ذات اهتمام الساحة اليوم أبرزها قضية خزان صافر وملف الإرهاب والسلام والهدنة وغيرها من القضايا والموضوعات الأخرى، مشيرا إلى أن الجمهورية ستظل قدر ومصير وخيار الشعب اليمني ولن تكون ميدانا للمساومة والانتقاص.

 

– تمر علينا مناسبة وطنية عظيمة وهي الذكرى ال 60 للثورة اليمنية 26سبتمبر في خضم المعركة الوطنية التي تخوضها الحكومة الشرعية وقواتنا المسلحة في مواجهة المد الفارسي في اليمن والمنطقة. برأيكم ما هي الأهمية والدلالات التي تحملها هذه المناسبة؟

 

يطل علينا مجددا عيد أعياد اليمن بحلة جديدة إنه اليوبيل الماسي لثورة  26سبتمبر المجيدة، الذكرى ال 60 للثورة اليمنية العظيمة  واسمحوا لي من خلال منبر صحيفة 26سبتمبر بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا وفي هذه اللحظات المهمة من تاريخ شعبنا يطيب لي بإسمي وباسم كافة منتسبي وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية ان أهنئ أبناء شعبنا العظيم وقيادتنا السياسية بأحر التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى 60 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة التي تأتي وشعبنا اليمني العظيم يخوض معركته ببسالة وشجاعة تحت راية اليمن الاتحادي دفاعاً عن تطلعاته بالحرية والكرامة ووفاء لتضحيات أبطال الثورة اليمنية.

ومن الأهمية أن نكشف ونرفض ونقاوم جريمة الإماميين الجدد في 21 سبتمبر، وانقلابهم على الشرعية والدولة والمجتمع، لكن الأهم من ذلك هو أن نحتفل رسمياً وشعبياً بذكرى 26 سبتمبر، فهي النقيض المانع لاستمرار جريمة المليشيا ،ونحن اليوم ومع هذا الالتفاف الشعبي خلف منارة 26 سبتمبر التي تخلص فيها شعبنا من الحكم الإمامي العنصري وتعكس اليوم مدى الوعي والإدراك بأن الإمامة هي أسوأ أنواع الاستعمار والعبودية ، وكما أسقط شعبنا خرافة الحق الإلهي في ثورته الخالدة ثورة ال 26 من سبتمبر سيسقط هذه النسخة الأسوأ من تلك الخرافة التي استولت عليها مخلفات الحكم الإمامي الحوثي في 21سبتمبر 2014م.

 

اليوم وبعد مرور 60 عاما من عمر الثورة المباركة وفي ظل الاوضاع الراهنة والمتغيرات الاقليمية والدولية.. من وجهة نظركم أين تقف اليمن؟

 

إن ما شهدته وتشهده بلادنا منذ سنوات، في ظل الحكم السلالي المتعصب جراء الانقلاب على الدولة وقيمها ومبادئها يجعل الجيل الجديد يتعرف على شكل الماضي الذي دفنته الثورة وعاد اليوم ليتعرف الجيل على بعض جوانبه المظلمة، حين عادت فلول الإمامة وتسلل زبانيتها إلى حاضر شعبنا، وعادت معها ثقافة النهب والفيد واستحلال أموال الناس والأموال العامة وتكريس التمزيق الاجتماعي على اسس سلالية والتشظي وتعطيل مؤسسات الدولة واستهداف التعليم وبث الخرافة والطائفية ومعاداة كل قيم ودعوات إحياء الهوية الوطنية اليمنية وما يعيشه شعبنا تحت سطوة الميلشيا ليس الا القدر الذي استطاعت هذه العصابات أن تنجزه بعد عودتها وهو قليل من كثير من القبح والظلمات.

 

فاتحة تحول

– بالعودة الى الوراء وبالمقارنة مع الواقع الذي وصلت اليه البلاد اليوم.. هل تعتقد أن هناك خطأ أرتكبته القيادة الثورية آنذاك بحسن نية كان نتاج لما وصلت إليه اليمن اليوم؟

 

مهما كانت الأخطاء ستبقى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي الحدث الأكثر أهمية في تاريخنا، هي فاتحة التحول، ونقطة الانطلاق نحو يمن موحد ، والثوار الأحرار الأوائل هم نبراس هذا الطريق ودماء الشهداء تزرع فينا روح النضال والمقاومة والانتصار لمشروع الوطن الجمهوري الكبير الذي يتسع لكل اليمنيين على مختلف أطيافهم وتوجهاتهم باليمن الاتحادي الجديد  ، لذلك حركت الذكرى السبتمبرية مشاعر اليمنيين نحو الحرية والى الأبد ، اليوم الجمهورية قدر ومصير، وخيار الشعب وايمانه بالعدالة والمساواة، لن تكون ميداناً للمساومة والانتقاص من مهابتها وغاياتها أو التقليل من عظمة أهدافها، فالحرية مبدأ والعدالة قضية والحرية هي الحياة ومن أجل تلك القيم قامت الثورة واختط المناضلون والقيادة الثورية حينها طريق العبور نحو المجد ولا تراجع أو تنازل عن تلك المبادئ.

 

ترتيب البيت اليمني

– معالي الوزير.. بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على تشكيل مجلس القيادة الرئاسي .. كيف تقرؤون المشهد السياسي؟

 

نحن طبعا في إطار تحول استراتيجي وسياسي كبير حدث في بلادنا بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الذي أعاد ترتيب البيت اليمني الداخلي والذي ساهم في توحيد جهود كل القوى السياسية المناهضة للمشروع الإيراني في اليمن.

ونحن في مرحلة جديدة وهناك ملفات كثيرة بحاجة لإعادة ترتيب ونعمل عليها ،نعيد ترتيب الملفات والأوراق السياسية في إطار الشرعية وفي الجانب الاقتصادي، وهناك ترتيب إعادة ترتيب الملف في اليمن هناك تحديات كبيره بدون شك ، ثماني سنوات بالحرب اضعفت هياكل مؤسسات الدولة، وأنشأت الكثير من التشوهات في كثير من المفاصل الان نحن  بصدد إعادة ترتيب البيت الداخلي سواء فيما يتعلق بالملف الامني والعسكري، وفيما يتعلق في الملفات الاستخباراتية أو في ملفات الاصلاحات الاقتصادية هذه ملفات ساخنة الآن مجلس القيادة الرئاسي يعكف على التعاطي معها بمسؤولية ونحن لا ندعي أن الأمور ممتازة ، لكن ما نحن مؤقنون ، أن العجلة تسير وبإذن الله بالاتجاه الصحيح .

 

مسؤولية وطنية

– مواقف الحكومة الشرعية تجاه دعوات السلام ايجابية وتتعامل معها بحسن نية ومثال ذلك الهدنة التي قبلتها الحكومة على مضض، في المقابل الطرف الآخر المليشيات الحوثية بممارساتها اليومية وإرهابها الممنهج تؤكد شيئا آخر يتنافى وأحاديثها عن السلام، فتعز مازالت محاصرة، والطرقات لم تفتح، وإرهابها مازال يطال الآمنين في مساكنهم وعلى الطرقات والأسواق.. فعلى ماذا تراهنون؟

 

للأسف خلال شهور الهدنة حاولت المليشيات الإرهابية إظهار نواياها الهدامة لتسعير الحرب باستعراض حشودها الملشياوية والتعبئة المنظمة، في تحريض واضح لجهود السلام والهدنة لتهدد من جديد بممارسة الأعمال الإرهابية الهادفة الى زعزعة امن واستقرار المنطقة.

 

اليوم وبعد نصف عام  من الهدنة  لازالت محافظة تعز محاصرة وترفض المليشيا احترام حق اهلنا هناك في العيش بسلام وهذا دليل على حجم القبح والمغالطات والتهرب من المسئولية والمبالغة في ابتزاز العالم بمأساة شعبنا طوال السنوات الماضية من قبل هذه العصابة الإرهابية الحوثية وسلوكها الغير أخلاقي وإصرارها على إبقاء الحصار المفروض على مدينة تعز التي يقطنها ملايين من البشر.

 

هناك خروقات كبيرة جدا في الهدنة ، لكن نحن نتعامل مع هذا الأمر بمسؤولية عالية ،  كانت هناك قبل سنتين مبادرة سعودية كانت تناقش نفس العناصر التي تضمنتها هذه الهدنة ، ورفضت من قبل مليشيا الحوثي ، لأنها كانت تراهن على الخيار العسكري وظلت تشن على مدى سنتين هجومات متصلة على محافظة مأرب ، سقط خيارها ورهانها العسكري في مأرب بفضل صمود ابطال القوات المسلحة والقبائل الشرفاء وتكبدت المليشيا خسائر كبيرة جدا ، اعتقد ذلك ساعد في دفعها نحو القبول بهذه الهدنة ، نحن الآن في التمديد الثالث ومن المهم بمكان أن يتم التعاطي بجدية مع الفقرات غير المنفذة التي يقع عاتق مسؤوليتها على مليشيا الحوثي ونعتبره  اختبار للسلام واختبارا لمدى جدية الانقلاب الحوثي، ومن المهم استغلال هذه النافذة والبناء عليها ،ومحاولة تحويلها إلى هدنة دائمة.

 

السلام خيار استراتيجي

– الى متى ستظل الشرعية تدعو للسلام والطرف الآخر لا يؤمن بالسلام؟

 

لقد مددنا للسلام أيدينا وتعاملنا بكل رحابة مع خيارات السلام وقدمنا الكثير من التنازلات أملا في ان نحافظ على بلدنا المنهك بالحروب والكوارث، ومازالت أيدينا ممدودة، مجلس القيادة الرئاسي كان خياره الاستراتيجي من اليوم الأول اننا سنمد يدنا للسلام كما مددناها سابقا، لذلك نحن نتفاعل ونتعاطى بشكل ايجابي مع كل المبادرات الأممية والإقليمية في ما يتعلق بتحقيق السلام.

 

السلام خيار استراتيجي بالنسبة لنا لكن  احيانا السلام بحاجه الى القوه ونحن نريد ان نسقط كل الاوراق التي كانت تستخدم سابقا من قبل مليشيا الحوثي، ونضع أشقاءنا ونضع العالم أمام هذا الاختبار ،ونقول لعل وعسى هناك فرصة نافذة للسلام ، لا نريد أن نندم في  يوم من الايام لعدم استغلالها ، وفي كل الأحوال نعتقد  بان 100 يوم مشاورات افضل من يوم حرب ،ويظل الدم اليمني عزيزا علينا  في أي منطقة سواء من أبنائنا في مناطق الحكومة أو حتى في مناطق سيطرة الحوثيين ، نحن كحكومة يمنية مسؤولون على كل أبناء شعبنا في صعدة بنفس المقدار في المهرة ..

 

– هل هناك من ضغوطات دولية تمارس على الحكومة في تقديم التنازلات تلو الأخرى؟

 

إن الحكومة اليمنية نفذت كامل التزاماتها بموجب شروط الهدنة وتعاملت بمسؤولية ومرونة مع الجهود المبذولة لتحقيق السلام رغبة منها في التخفيف من معاناة الشعب اليمني الناتجة عن العدوان الحوثي بعد الانقلاب المشؤوم على السلطة.

نحن ما يلزمنا هو مسؤوليتنا تجاه شعبنا أولا نحن نعتقد أن الفقرات التي في الهدنة والتي قدمنا فيها تنازلات كبيره،  أنها خطوات مهمة وضرورية لتخفيف معاناة شعبنا  منها في مناطق تحت سيطرة الحوثيين وحتى هذه القضايا الى الان تم القبول بها كجزء من الهدنة   هذه القضايا طرحناها  في جولة مشاورات سابقة من سنوات ، والحوثي كان دائما ما يستخدم الورقة الإنسانية للمتاجرة فيها والتحشيد للحرب باستخدام هذه الورقة ، الهدنة أسقطت اوراق المليشيات التي كان يستغلها ووضعته أمام استحقاقات داخليا وخارجيا.

 

تفهم كبير

– إذا برأيكم لماذا المجتمع الدولي بالنظر الى المعطيات الراهنة يتماهى مع المليشيات ومواقفه لا ترقى الى مستوى الواقع؟

 

إن المجتمع الدولي مطالب بأن يدفع المليشيات للقبول بخيار السلام العادل والمستقر والقائم على حق الشعب واحترام خياراته.

 

إن اليمن يواجه بشراكة جادة وصادقة مع الأشقاء والأصدقاء انقلاباً على الدولة لذلك فإننا لا نخشى السلام وهو خيارنا الاستراتيجي، بينما الحوثي هو من يتهرب من دعوات السلام ويتكلم على مفردتين هما العدوان والحصار، ولكننا نجحنا في تفكيك هذه الحجج وتفنيدها بالتفصيل، ولهذا أصبح هناك تفهم كبير جداً من الدول كافة حول الموقف اليمني والحجج الحوثية المزيفة.

 

خزان صافر

– فيما يتعلق بخزان صافر مازال يشكل خطرا على الأمن الاقليمي والدولي للبحر الأحمر.. آخر التطورات في هذا الملف؟

 

كان موقفنا في الحكومة واضحاً في رفض تسيس قضية الخزان صافر، أو إدراجه في أي نقاشات سياسية بصفته أولوية إنسانية وبيئية واقتصادية، وطالبنا مراراً بالسماح لخبراء الأمم المتحدة بالوصول إلى الخزان لتقييمه وتفريغه، ودعينا لعقد جلسة لمجلس الأمن، في فبراير 2020 لكن للأسف رفضت مليشيا الحوثي هذا الأمر لسنوات، واستمرت باستخدام الملف للابتزاز السياسي داخلياً، وأمام المجتمع الدولي.

 

اليوم هناك انفراجة في هذا القضية   بعد أن احتضنت العاصمة عدن  اجتماعاً ثلاثياً لمناقشة إفراغ السفينة ضم رئيس الحكومة الدكتور معين عبد الملك، ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون الدولي الهولندية ليسجي شرينماخر، ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى اليمن ديفيد غريسلي، إلى جانب وزراء يمنيين ومختصين وفنيين، وقد تناول الاجتماع الخطوات العملية لحل المشكلة الخاصة بخزان صافر النفطي، والتنسيق المشترك لحشد الجهود الدولية لتغطية الفجوة التمويلية للخطة الأممية لصيانة وتفريغ الخزان، بما من شأنه بدء تنفيذها وفق خطة زمنية عاجلة، لتفادي المخاطر البيئية والبحرية والإنسانية الكارثية التي يشكلها الخزان في حالة تعرضه للانهيار.

 

ومع التعهد الإضافي الجديد من هولندا والبالغ 7.5 ملايين دولار ونصف، فإن إجمالي التعهدات وصلت إلى حوالي 76 مليون دولار، ويتبقى فقط نحو 4 ملايين دولار لا ستكمال التمويل المطلوب وقد أعلنت الأمم المتحدة بأنها بمجرد استلامها الأموال التي تعهدت بها الدول والجهات المانحة ستباشر تنفيذ المرحلة الأولى الطارئة من خطة الإنقاذ الخاصة بناقلة “صافر” بمعنى أن افراغها سيكون قريباً إن شاء الله مالم تتراجع مليشيات الحوثي عن تعهدات ثانية كما فعلت سابقا.

 

ابتزاز مفضوح

– لماذا لا يتخذ المجتمع الدولي قرارا جادا وملزما لإنهاء هذه المشكلة؟

 

سيأتي اليوم الذي يدرك العالم أن مليشيا الحوثي حاولت أن تستخدم سفينة صافر كورقة مساومة وابتزاز وكقنبلة إرهابية فهي تصرخ للمطالبة بدخول سفن النفط والإغاثة لميناء الحديدة، ولكنها ترفض إصلاح التسرب من الناقلة المهددة بالانفجار في أي لحظة، ومن هنا فإننا نراهن على الأشقاء والأصدقاء إلى ممارسة ضغوط حقيقية على مليشيا الحوثي لمنع حدوث واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي قد تشهدها المنطقة على الإطلاق.

 

الإرهاب

– ملف الإرهاب من الملفات الشائكة التي عادت الى الواجهة وهناك أعمال إرهابية ظهرت الى السطح واستهدفت شخصيات وقيادات في الدولة وتحاول تقويض الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.. أنتم في الحكومة كيف تتعاملون مع هذا الملف؟

 

اليمن شريك في مكافحة الإرهاب، والحكومة وبتوجيهات من مجلس القيادة الرئاسي، ودعم من تحالف دعم الشرعية ماضية في تنفيذ خطط موحدة ومتناسقة لمواجهة قوى الإرهاب والعدوان والشر ودحرها وهزيمتها، باعتبار ذلك من الأولويات المهمة لترسيخ الأمن والاستقرار والحفاظ على السكينة العامة.

 

القوات المسلحة ستواجه بكل صلابة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، ولن تتهاون مع أية عناصر إرهابية ولا يمكن محاربته الا وهزيمته إلا من خلال مؤسسات الدولة وبعقيدة موحدة ونحن نسير في هذا الاتجاه في محاربة الإرهاب والقضاء عليه.. وأن التكامل بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية سيهزم الإرهابيين أياً كانوا، وسيفشل أي مخطط لهم، وقد جاءت العمليات الإرهابية الجبانة الاخيرة في محافظة أبين لتؤكد حالة التماهي والتخادم الحاصل بين العناصر المتطرفة ومليشيات الحوثي الإرهابية.

 

حشد وجهود

– هل هناك أي تعاون من قبل المجتمع الدولي والتحالف في مواجهة هذا الملف واستئصال شأفة الإرهاب؟

 

هناك تطابق لوجهات النظر مع المجتمع الدولي فيما يخص التعامل مع الجماعات الإرهابية ممثلة بمليشيا الحوثي والقاعدة وداعش وحشد الجهود الدولية الداعمة لليمن في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية وفرض السلام الدائم والمستدام في بلادنا.

 

وقد أكدت في اجتماع الجامعة العربية الاخير في القاهرة، أن مليشيا الحوثي الانقلابية جماعة إرهابية لا تسعى للاستحواذ على السلطة فحسب، بل تعمل على إحداث تغيير في طبيعة المجتمع اليمني وادخال عادات وقيم ظلامية لا تتناسب مع طموحات شعبنا نحو بناء اليمن الاتحادي الجديد.

 

هناك إجماع يمني وعربي أن المليشيا الحوثية جماعة إرهابية كما أن كل دول العالم باتت مقتنعة بأن تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية عابرة للحدود، وهي قاب قوسين أو أدنى  ضمن هذه الخانة كتحصيل الحاصل مع قادم الأيام ، فهذه المليشيات دخلت معترك الإرهاب العالمي منذ أن قرّرت أن تعلن حربها على المواطنين اليمنيين لذلك هذه الجماعة المتطرفة أوغلت إجراماً وقتلاً وقمعاً لكافة أبناء الشعب ، واليوم وأمام الرأي العام اليمني والعالمي تفرض حصارا جائرا على مدينة تعز ثالث مدن اليمن الكبرى  كما عملت داعش في سوريا والعراق.

 

تنسيق عال

– كيف تقيمون دور التحالف الى جانب الحكومة الشرعية وقواتنا المسلحة في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن والمنطقة، ودعمه للحكومة في تحقيق الاستقرار ودعم الاقتصاد والجوانب الإنسانية الأخرى؟

 

هناك تنسيق عال مع الأشقاء في التحالف العربي في ظل الهدنة الأممية، وشهدنا زيارات مجلس القيادة الرئاسي ووزارة الدفاع إلى قيادة القوات المشتركة في التحالف والتأكيد على الجاهزية القتالية للتعامل مع أي إجراء في الوقت والزمان المحددين، والتأكيد على أن المرحلة القادمة هي مرحلة مفصلية في تاريخ اليمن وقواته المسلحة خاصة والمنطقة عموما.

 

وقد أكد بيان القوات المشتركة ووزارة الدفاع اليمنية على تطبيق بنود الهدنة وضبط النفس، لكنها لن تقف مكتوفة الايدي عن أي تجاوز أو خروقات أو استغلال للهدنة من قبل الحوثيين، مشيرًا إلى أنها ستتعامل بقوة وحزم.

 

لذلك فالقوات المسلحة اليمنية وبدعم من الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة تقوم بالدفاع عن الأمن والسلم الدوليين وتأمين الملاحة والتجارة العالمية التي تتعرض للتهديد المستمر من قبل مليشيا الحوثية الإرهابية وداعميها في المنطقة ممثلين في إيران وحزب الله اللبناني.

 

تحديات كبيرة

– فيما يتعلق بموضوع ملف المغتربين وملف المبتعثين في الخارج.. من الملفات الشائكة التي تواجه عمل الحكومة، ماذا عملتم كحكومة حيال هذه الملفات؟

 

هناك جملة من التحديات التي تواجه الحكومة بشكل عام وجهاز الدبلوماسية اليمنية بشكل خاص والتي تأتي كنتيجة للمرحلة التي تعيشها بلادنا منذ انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران وحتى الأن وما تعرض له الاقتصاد الوطني من تدمير وتأثير ذلك على موازنة الدولة وتأثر دور وزارة الخارجية في خدمة المغتربين وابناء الجاليات اليمنية التي تزايد عددها في عدد من الدول، بسبب الظروف التي تعيشها بلادنا، وتذليل الصعاب لهم.

 

ومع الأزمات التي يعيشها العالم بين الحين والآخر فقد كانت جائحة كورونا تجربة صعبة للكثير من دول العالم وبلادنا بذلت ممثلة بالدبلوماسية اليمنية الكثير في خدمة المغتربين وأبناء الجاليات، ومؤخرا الحرب في أوكرانيا كانت بلادنا السباقة في تشكيل خلية لمتابعة أوضاع أبناء الجاليات في أوكرانيا وقدمت سفارتنا هناك التسهيلات لخروج أبنائنا من مناطق الصراع والحرب في أوكرانيا.

 

يظل وضع المغتربين اليمنيين في المملكة العربية السعودية الشقيقة اهم اولويات الحكومة باعتبارها الجالية الاكبر، ونثمن التجاوب والتعاون العالي من قبل  الأشقاء بالمملكة في تذليل كافة الصعوبات ، انطلاقا من العلاقات التاريخية ووشائج القربى والأخوة المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين والمصير المشترك الذي يجمعهما.

 

وهناك دعم لا محدود في تسهيل إجراءات ملايين من المغتربين والزائرين في السعودية بخدمات مميزة ..

ومن هنا نؤكد على الدور الحيوي للمغتربين اليمنيين في خدمة الاقتصاد الوطني على مدار العقود السابقة والدور المعول عليهم في تحقيق الاستقرار وإعادة الاعمار والتنمية وتجاوز الآثار المدمرة التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا وإشعالها الحرب، ونجدد التأكيد بأن قضايا المغتربين والجاليات في أنحاء المعمورة هي على الدوام محل اهتمام الحكومة التي تدرك الدور العظيم للمغتربين اليمنيين في بناء اليمن ورفد الاقتصاد الوطني ولن تتخلى عن واجباتها تجاههم.

 

جهود مكثفة

– بخصوص السلك الدبلوماسي وتنشيط دور البعثات الدبلوماسية في الخارج وبما ينسجم مع توجه القيادة السياسية والمعركة الراهنة لاستعادة الشرعية وانهاء الانقلاب.. ماذا عملتم بشأنها؟

 

إن وزارة الخارجية هي الواجهة الرسمية للبلاد وجبهة الدفاع الوطنية على المستوى الخارجي، ويعول عليها كثيراً في عملية الدفاع عن قضية الشعب اليمني ومسيرته لاستعادة الدولة، وفي هذا السياق تم تكثيف الجهود الدبلوماسية اليمنية لتغيير الصورة النمطية التي كانت راسخة في أذهان العالم وتوضيح الصورة الحقيقية للانقلاب الحوثي. لذلك كان للدبلوماسية اليمنية الدور الفاعل مع القيادة السياسية والعسكرية في بناء السلام من خلال الترحيب والمشاركة في كل محطات السلام حرصاً على تحقيق المصلحة العليا للوطن، وتكللت الدبلوماسية اليمنية بزيارات رسمية لرئيس مجلس القيادة الرئاسي فخامة الدكتور رشاد العليمي ونوابه اعضاء المجلس  إلى منطقتنا العربية وبالامس زيارة ألمانيا بوابة أوروبا ،واليوم مشاركة يمنية وحضور دولي في دورة الأمم المتحدة كل هذا الحراك السياسي والدبلوماسي جعل المجتمع الدولي يؤكد على الدعم الكامل لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة في اليمن والمواقف المهمة الثابتة للمجتمع الدولي في دعم ومساندة جميع الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة في اليمن والحفاظ على وحدته وتحقيق الأمن والاستقرار في جميع ربوعه لينعم الشعب اليمني بالرخاء والتنمية والسلام.

 

استراتيجيات سياسية

– لماذا مازال دور الدبلوماسية دون المستوى المطلوب؟

 

عملنا بجد خلال الفترة الماضية لتفعيل الدبلوماسية اليمنية لاسيما في عواصم القرار، واستطعنا خلال الفترة الماضية ولأول مرة صياغة استراتيجيات وخطط عمل اشتركت في وضعها سفاراتنا في أوروبا والمنظمات الدولية لتنسيق عملها والاستفادة من الموارد والقدرات المتوافرة فيها بصورة تكاملية ، وأخيراً وقعنا مع عدد كبير من الأشقاء وعواصم العالم بروتوكولات للتشاور السياسي المباشر ، والأهم من هذا أعدنا اليمن إلى اجتماعات مجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ضمن دائرة الحوار الاستراتيجي للمرة الأولى منذ العام 2015” وكذلك اصبحت اليمن ضمن مجموعة الحوار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الامريكية التي تضم مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.

 

كما كرست الدبلوماسية اليمنية جهودها لتعزيز أدائها من خلال طرح مقاربات واقعية تدحض الكثير من السرديات الخاطئة لطبيعة الصراع في اليمن وإظهار الوجه الحقيقي للانقلاب والحرب التي شنتها المليشيا على الشعب اليمني في مخالفة سافرة للقوانين والأعراف والمواثيق الدولية.

 

– كلمة أخيرة تودون قولها أو رسالة تودون إيصالها خلال هذا الحوار؟.

المسار السياسي حاضر في خطابنا ونهجنا،وسنظل متمسكين بخيار السلام بيد وبالأخرى البندقية، لندافع عن أنفسنا ونحرر أرضنا وسنهزم مشروع الإرهاب الحوثي، ومع البندقية ستظل الحكومة حريصة على مواصلة جهودها نحو البناء والتنمية.

 

نحن واثقون من أنه قد مرت أغلب فصول هذه المحنة المؤلمة وتجاوزها شعبنا بصبر ونجاح وما بقي الا الأقل الذي سينتهي أمام عزيمة شعبنا وصموده وإصراره على الحياة.