بقلم /السفير مصطفى نعمان نائب وزير الخارجية وشؤون المغتربين: اندبندنت عربية
سيبقى الـ 21 من سبتمبر (أيلول) 2025 علامة فارقة في تاريخ الصراع الفلسطيني – العربي – الإسلامي مع إسرائيل، فقد جاء ليثبت نتيجة سيول من الدماء والدموع والدمار والجبروت الصهيوني، قدّمها الشعب الفلسطيني كهولاً وشباباً وأطفالاً، وبذلك ضرب الشعب الفلسطيني مثلاً نادراً في الصبر والثبات على رغم كل ما واجهه من بشاعة وطغيان السلاح والتجاهل الغربي، وقد شاهد العالم أجمع هذه المآسي عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي مما أدى إلى تحريك مشاعر عشرات الملايين من الشعوب التي لم تعد قادرة على تجاهل ما ترى أمام أعينها، من مسلسل إبادة وتجويع وقتل من دون تمييز.
كما سيظل هذا التاريخ عنواناً بارزاً للجهد الذي بذله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من أجل تحقيق ما ضحى من أجله الملايين عبر الأعوام، على رغم هول الضغوط الأميركية التي تصدى لها بثبات ويقين من أجل تحقيق بعدالة القضية الفلسطينية.
كان الأمير الشاب عند مستوى الحدث، وعمل لإسقاط كل نظريات المؤامرة التي سعى خصومه إلى نسجها، وأثبت أن فلسطين قضية مصيرية تعيش في وجدانه كما عاشت في وجدان جميع الحكام في السعودية، منذ بداية عهد الملك عبدالعزيز وحمل رايتها وتسلّمها أنجاله إلى أن وصلت إلى يد الأمير محمد بن سلمان.
وعلى رغم وضوح السياسة السعودية إزاء قضية فلسطين وما قدمت لها من دون منّ ولا انتظار للشكر، لكن بعضهم كان يقف موقف التشكيك من غاياتها، وراهن كثر على أن تدير السعودية ظهرها كرد فعل لما نالته من هجوم واتهامات التخوين والاتهامات، لكنها فعلت ما يفعل الكبار قولاً وفعلاً.
تجاهل الأمير محمد بن سلمان كل ذلك وعمل بصمت وهدوء بعيداً من الضجيج الثوري المعتاد الذي تسبب في نكساتنا وخيباتنا منذ الستينيات، فتمكن الأمير الشاب من نسج خيوط دولية بكل صبر وثبات، وسار في طريق وعر مليء بالمؤامرات التي تحاك ضد مشروع النهضة في بلاده وضد قيادته الشجاعة، ووصل في نهايته إلى تشكيل موقف دولي غير مسبوق قاد إلى اعتراف معظم الدول الغربية بدولة فلسطين، وهو يدرك أنها خطوة تلقي بأعباء مسؤوليات ضخمة على كاهليه، يدرك جسامتها وهو مقتدر على حملها ومواجهة أخطارها.
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين – الجمهورية اليمنية الموقع الرسمي