اليمن: إيران وأذرعها العسكرية لاتزال تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي

الرياض – سبأنت :


أكدت الجمهورية اليمنية أن إيران وأذرعها العسكرية لاتزال تشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي العربي، لافتاً إلى أن إيران دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي ولا التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة.

وقال وزير الخارجية، عبدالله الحضرمي، في كلمة بلادنا إلى الدورة (154) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم الأربعاء إفتراضياً، “أن إيران الحقت باليمن والمنطقة ضررا بالغا حيث سخرت ثروات شعبها من اجل تسليح وتمويل مليشيا خارج ارضها في تدخل سافر في الشؤون الداخلية للدول العربية ومنها مليشيات الحوثي التي ترفع شعار الثورة الإيرانية وتنتهج نهجها في القمع والتنكيل والتعذيب” .

وأشار الحضرمي في كلمته إلى ما تمر به اليمن من معاناة إنسانية كبيرة نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، على الرغم من سعي الحكومة اليمنية منذ وقت مبكر إلى انهاء هذا الانقلاب وعودة الامن والاستقرار من خلال المفاوضات والحوار السياسي والمبادرات الأممية الرامية إلى التوصل إلى حل شامل مستدام للازمة اليمنية وفقا للمرجعيات المتفق عليها المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216.

ولفت إلى أن كل تلك الجهود، تم تقويضها من قبل المليشيات الحوثية التي ظلت مستمرة في تعنتها وانتهاكاتها وحربها على كل شيء جميل في اليمن.

وتطرق الحضرمي إلى إتفاق ستوكهولم الذي جرى توقيعه قبل نصف عام، وقال “ذهبت الحكومة إلى ستوكهولم قبل أكثر من عام ونصف بنوايا صادقة للتوصل إلى اتفاق يضع حدا لمعاناة الشعب اليمني وصولاً إلى حل سياسي سلمي للأزمة اليمنية ووضع نهاية للحرب الظالمة التي تشنها هذه المليشيات ضد شعبنا”.

وأضاف “غير أننا أدركنا اليوم أن هذا الاتفاق أصبحا بسبب استمرار تعنت الحوثيين أصبح اتفاقا غير مجدِ ولم يفض إلى شيء، بل أنه تحول إلى مرحلة جديدة من التصعيد وتفاقم الصراع وزيادة معاناة اليمنيين. وذلك كله بسبب تصعيد واستهتار المليشيات الحوثية واستمرار تهربها من تنفيذ التزاماتها وفقا للاتفاق ستوكهولم. وهو الامر الذي ان نسمح بأن يستمر” .

وأشار الحضرمي إلى تمادي المليشيات وتقويضها للعمل الإنساني وسرقة المساعدات الاغاثية وفرض اتاوات عليها في سابقة خطيرة تخالف كل مبادئ العمل الإنساني” .. مضيفاً أن الميليشيات استمرت في انتهاكاتها وممارساتها العنيفة تجاه شعبنا بما في ذلك القتل واستهداف المساكن ودور العبادة واستخدام الأطفال وزجهم في حربها العبثية واعتقال النساء والاعتداء عليهن في ظاهرة شكلت انتهاكا وخرقا لكل المعايير والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها.

وذكر الحضرمي أن اهم أسباب هذا التمادي والتصعيد من قبل المليشيات الحوثية يكمن في سوء استغلالها للاتفاقات وتحويلها لكل مبادرات السلام والتهدئة إلى فرصة جديدة للاقتتال والحرب .. لافتاً إلى أن التصعيد الأخير في جبهات مأرب والجوف يؤكد ذلك، حيث سعت هذه المليشيات إلى حشد كل ما تستطيع مستغلة التهدئة واتفاق الحديدة لشن تصعيد غير مبرر يذهب ضحيته ألاف المغرر بهم من اليمنيين.

وأكد أن استمرار هذا تصعيد وتعنت المليشيات الحوثية بهذا الشكل يعمل على نسف ما تبقى من فرص السلام في اليمن، وتتحمل المليشيات الحوثية بمفردها تبعات ذلك .. داعياً المجتمع الدولي ومجلس الامن إلى القيام بمسئولياتهم في إجبار الميليشيات الحوثية على تنفيذ الاتفاقات وإيقاف أعمالها العسكرية العدوانية في مارب والجوف كون هذا التصعيد سيترتب عليه إطالة الحرب واستمرار المعانة الإنسانية بكل صورها.

ولفت الحضرمي إلى أن استمرار رفض المليشيات الحوثية السماح للأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط العائم “صافر” أمام السواحل الغربية لليمن والذي يحتوي على أكثر من مليون برميل نفط خام ينذر بحدوث كارثة بيئية خطيرة تهدد البحر الأحمر والمنطقة بأكملها .. مؤكداً أن هذه الكارثة أصبحت مهددة بالانفجار في أي لحظة مما سيؤدى إلى عواقب وخيمة تؤثر على اليمن والمنطقة والعالم.

وعبر الحضرمي عن شكر اليمن لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على وقفتهم الصادقة والاخوية معنا وعلى ما يبذلونه من جهود للدفاع عن اليمن ودعم الحكومة اليمنية في مواجهة الانقلاب واستعادة الأمن والاستقرار.

وقال “كما نقدر عاليا جهود الاشقاء في السعودية الرامية إلى تنفيذ اتفاق الرياض بكل بنوده كونه أصبح ضرورة من اجل استعادة الدولة ومؤسساتها في العاصمة المؤقتة عدن ومن اجل توحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني والحفاظ على الثوابت الوطنية وعلى أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية” .. معرباً عن تطلع الحكومة في ذات الوقت إلى التنفيذ الكامل لآلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض وإلى إعادة تطبيع الأوضاع في محافظة أرخبيل سقطرى جراء التمرد العسكري هناك وإلى سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بتحقيق ذلك.

وبشأن القضية الفلسطينية، جدد الحضرمي موقف الجمهورية اليمنية الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه غير القابلة للتصرف وعلى رأسها إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

وقال “أن اليمن قيادة وحكومة وشعباً ستظل داعمة ومساندة لنضال الشعب الفلسطيني وصموده التاريخي حتى نيل كافة حقوقه” .. لافتاً إلى أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية لا يتحقق إلا بالالتزام بقرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية في قمة بيروت عام 2002.

وأضاف “كما أن إرساء السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق بتجاهل المطالب المشروعة لأصحاب الأرض أو مخالفة الشرعية الدولية أيا كان ذلك وبأي مسمى. فلا سلام الا مقابل الأرض ولا تطبيع مع الكيان الإسرائيلي إلا بإعادة الحقوق لأهلها” .

وأعرب الحضرمي عن ثقته بإن الشعب الفلسطيني سوف يحقق طموحاته في نيل حقوقه المشروعة، ولن يرضخ لمخططات تصفية قضيته العادلة، وسيواصل كفاحه لهزيمة الاحتلال والاستيطان، وتحقيق الحرية والاستقلال.