في مقابلة مع “فرانس برس”، معالي د.أحمد بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين يحذر من التهديد الذي تمثله هجمات الحوثيين على عملية السلام

بروكسل (أ ف ب)

حذر الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الجمعة من أن المتمردين الحوثيين قد يقوضون الجهود الدبلوماسية الجديدة للتوصل الى سلام مع مواصلة محاولاتهم للسيطرة على مدينة مأرب قبل مناقشتهم لأي وقف لإطلاق لنار.

وفي مقابلة مع فرانس برس قال أحمد بن مبارك إن الوسطاء العمانيين حققوا تقدما في الجهود للتوصل الى وقف لإطلاق النار، لكنه حض أوروبا على إبقاء ضغوطها على المتمردين.

وأضاف أن ايران التي تساند الحوثيين دعمت هجماتهم الدامية مؤخرا، معتبرا ان طهران تريد استخدام اليمن كورقة مساومة في المفاوضات النووية مع القوى الكبرى في فيينا.

وأشار معاليه في حديثه لوكالة فرانس برس أن “هناك الكثير من الأمل في اليمن والتحديات ايضا”.

وعلقت الوكالة بأنه انتقل مسؤولون عمانيون الى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون للضغط من أجل وقف إطلاق النار. ولعمان علاقات مع طهران والقوى الغربية على السواء بما يساعدها على العمل كوسيط.

وأعلنت الحكومة الشرعية الخميس وقف الهجمات على أهداف للحوثيين من أجل تمهيد الطريق امام محادثات لوقف إطلاق النار.

وأضافت الوكالة : لكن بن مبارك الموجود في أوروبا للضغط على المسؤولين لاتخاذ موقف قوي تجاه الحوثيين واخضاعهم للمحاسبة، رأى أن المتمردين تجاهلوا هذا الجهد الدبلوماسي.

وقال معاليه لوكالة فرانس برس “العمانيون يلعبون دورا حيويا (…) ولهذا السبب اعتقد انهم ارسلوا وفدهم الى صنعاء للتباحث مع القيادة السياسية للحوثيين”.

وأضاف “لكن لم يصلنا أي رد منهم. الرد الوحيد الذي تلقيناه كان مجرد هجومين داميين وقعا أمس واليوم الذي سبقه”.

– أوهام عسكرية

وأوضح معاليه للوكالة بأن الصواريخ الحوثية البالستية والطائرات المسيرة المفخخة في الهجمات الأخيرة أستهدفت أهدافا مدنية بينها محطة وقود ومركز احتجاز للنساء.

وتقول مصادر رسمية إن أكثر من 20 شخصا قتلوا منذ السبت بينهم طفل ونساء وعاملون في مجال الصحة.

ورأى بن مبارك في هذه الهجمات اشارة الى رغبة الفصائل الحوثية المتشددة في استمرار النزاع العسكري حتى سيطرتهم على مدينة مأرب.

وقال معاليه: “أعتقد أن هناك هؤلاء المتشددين الذين يعتقدون أن لديهم حقا إلهيا لحكم اليمن ولا تزال لديهم بعض الأوهام حول تحقيق نصر عسكري”.

وأضاف معاليه: “وهم يضغطون بقوة على مأرب، لذا لا يريدون حدوث أي شيء قبل ذلك، كما تعلمون، قبل الاستيلاء على مأرب”.

وحذر بن مبارك “إذا حدث شيء في مأرب، فإن هذا سيغير المشهدين السياسي والانساني بشكل كامل ومأسوي”، لافتا الى ان “كل ما مررنا به قبل مأرب سيكون مختلفا بشكل كامل بعد مأرب، اذا إن مارب تستضيف ما لا يقل عن مليوني لاجئ ونازح”.

وقال معاليه للوكالة بأن فتح مطار صنعاء كان منذ مدة طويلة احدى ركائز خطة وقف إطلاق النار المدعومة من الأمم المتحدة والتي يجب قبولها حزمة واحدة، ويجب ألا تكون شرطا مسبقا لاجراء مفاوضات.

واعتبر أن الهجمات تظهر عدم احترام المتمردين التام للمبعوثين الدوليين في صنعاء، وهو يرى يد طهران من ورائهم.

وقال “أعتقد أن الإيرانيين لا يريدون أن يروا أي حركة في الملف اليمني قبل ضمانهم شيئا في فيينا. نحن لا نقبل ذلك. ولا نريد أن يأخذ الايرانيون اليمن رهينة”.

– مقاربة جديدة

وأشار معالي بن مبارك إلى أن الولايات المتحدة فرضت هذا الأسبوع عقوبات على العديد من المتمردين الحوثيين، وجزء من ذلك يعود للضغط عليهم لإنهاء الهجوم على مأرب.

وفي حديثه الذي يأتي يعد لقائه مسؤولين كبارا في الاتحاد الأوروبي، شكر بن مبارك أوروبا على دعمها الإنساني ل28 مليون يمني يعانون الجوع، محذرا من أن هذا يجب أن يستمر حتى يحضر الحوثيون الى طاولة المفاوضات.

وقال “هذه كانت رسالتي لهم: حان الوقت لتبني مقاربة جديدة من قبل الاتحاد الأوروبي”، داعيا الاتحاد الى فرض عقوبات على الحوثيين لانه “حان الوقت لإستعادة السلام”.