السفارة اليمنية بالرياض تنظم ندوة سياسية عن ثورتي سبتمبر وأكتوبر

نظمت السفارة اليمنية في الرياض، اليوم، ندوة سياسية بعنوان (26 سبتمبر و 14 أكتوبر.. إعادة الاعتبار للأرض والإنسان) وذلك بمناسبة العيد الوطني الـ ٦٠ لثورة الـ ٢٦ من سبتمبر الخالدة، والعيد الوطني الـ ٥٩ لثورة الـ ١٤ من اكتوبر المجيدة.

وقال سفير بلادنا لدى المملكة العربية السعودية الدكتور شائع الزنداني” ان ثورة 26 سبتمبر كان لها الأثر العظيم في دفع عملية التحرير في جنوب اليمن نحو الكفاح المسلح، ومثلت بداية الإنطلاق اليمني من الظلمات إلى النور، ومن العبودية إلى الحرية، وبالمثل مثلت ثورة 14 أكتوبر في جنوب اليمن والثورة الجزائرية أهم منعطف تاريخي في المنطقة العربية ضد الاستعمار الجاثم على أنفاس الشعوب منذ عقود طويلة”.

واضاف الزنداني “لا مناص اليوم لأحد من تحمل مسئوليته في الانتصار للشرعية الدستورية التي تمثل لب وجوهر إرادة الشعب اليمني في مقاومة الانقلاب الميليشاوي الحوثي المدعوم من إيران، ويجب أن ننسى كل خلافات الماضي وتجاوز منغصات الحاضر بكل ما فيها، والتوجه نحو معركة المصير المشترك، ضد الجماعة الحوثية، كما فعل الأبطال في جنوب اليمن حين توجهوا لنصرة ثورة 26 سبتمبر في الشمال، ثم أبطال الشمال حين توجهوا لمساندة رفاق الكفاح المسلح في الجنوب، حتى تم النصر واندحر الاحتلال الإمامة معاً وقامت الدولة اليمنية بمفهومها الحديث”.

ودعا السفير الزنداني، إلى استلهام روح النضال الوطني والكفاح وقيم الصبر والوطنية التي حملها وأرساها رجال ثورتي 26 سبتمبر و 14 أكتوبر، وما تحلو به من إرادة وتصميم وعزم على بناء الدولة الوطني الحديثة.

وفي الندوة التي أدارها المستشار الإعلامي في السفارة الدكتور عارف أبوحاتم، قدم نائب مدير مكتب رئيس الوزراء الدكتور متعب بازياد، ورقة عمل عن ” ثورة 14 اكتوبر أهدافها الوطنية وهويتها القومية” تناول فيها تاريخ الانتفاضات القبلية والثورات الشعبية واستمرارية المقاومة طيلة فترة وجود الاحتلال البريطاني منذ وطئت أقدام الكابتن هانس ارض عدن في يناير 1839م حتى خروج اخر جندي بريطاني منها في الثلاثين من نوفمبر 1967.

وتطرق الباحث بازياد إلى ما مثلته الصحافة الوطنية والأندية الثقافية في عدن والمكلا حيث كانت صوتا للأحرار ضد الامامة كما هي صوتا للثورة ضد الاستعمار البريطاني، ومن خلال هذا التداخل والتكامل ظهر ما عرف لاحقا بمصطلح “واحدية الثورة أكتوبر وسبتمبر”، كثورة وطنية بأهداف وغايات موحدة في وجدان الشعب، مختلفة الأدوات والادوار بحسب طبيعة الاستبداد السياسي والاحتلال الأجنبي الذي قامت ضده..مشيراً إلى دور الحركات التاريخية الثلاثة التي قاومت الاستعمار البريطاني وهي “رابطة أبناء الجنوب العربي” كحزب سياسي انتهج النضال السلمي، لتخلفه “منظمة التحرير” ثم الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل”.

وتناولت ورقة الباحث ثابت الأحمدي تاريخ “ثورة 26 سبتمبر وإعادة الاعتبار للأرض والانسان” وما تخللتها من محطات نضال في مسيرة الكفاح الإنسان اليمني ضد الطغيان السلالي الذي قاده يحيى الرسي منذ قدم إلى اليمن سنة 284 هجرية ومنذ افتتح نضالاتهم العلامة والمفكر نشوان بن سعيد الحمير ثم أبوالحسن محمد الهمداني، واستمرار النضال حتى فجر 26 سبتمبر 1962..معتبراً تاريخ قدوم الحركة الإمامية الزيدية في اليمن هو تاريخ الحرب والكفاح اليمني المستمر لنيل الحرية وإيقاف تزييف الدين وصبغ العبودية بمسميات دينية.

فيما تناولت الباحثة والمحامية زعفران زايد محطات هامة من تاريخ نضال المرأة اليمنية في شمال الوطن وجنوبه، حيث لم تكتفي النساء بالدعم والإسناد للابطال في الميادين بل حملن السلاح وحاربن كتفا بكتف بجوار الثوار، منهن الثائرة تحفة سعيد الشرعبي في تعز والتي قاومت الطغيان الإمامي في خمسينيات القرن الماضي، والثائرة كرامة اللقية التي قادت جمع التبرعات وشراء السلاح لرفيقاتها العاملات في مصنع الغزل والنسيج، والمناضلة الفدائية دعرة بنت سعيد ثابت في جنوب اليمن، وقادت النساء النضال جنباً إلى جنب مع الأبطال راجح بن غالب لبوزة، وكذلك البطلة نجوى مكاوي التي اعتقلتها سلطات الاحتلال البريطاني مع زميلتها المناضلة فوزية محمد جعفر والشهيدات خديجة الحوشبي وعائشة كرامة.

وتخلل الندوة مداخلة هاتفية للمناضل الوطني وزير الإعلام والثقافة الأسبق راشد محمد ثابت من مقر إقامته في ماليزيا تطرق فيها إلى دوره ورفاقه من الفدائيين في جنوب اليمن الذين حملوا السلاح وتشردوا في الجبال وبطون الأودية يقودون الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن.

وقال المناضل ثابت “لقد كانت البداية من الجبال مع رفاق نذروا أنفسهم في سبيل وطنهم، لم يكن في حسبان أحد منا أي مصالح أو أفكار خارج فكرة التحرر الوطني، بل كنا نترك أهالينا وملذاتنا وراء ظهورنا وننطلق بسلاحنا نقود المعارك، بلا زاد سوى الصبر واحتمال الأذى والجراح، وظللنا نجترح البطولات ونحقق الانتصارات تلو الأخرى حتى تكلل النصر الكبير بخروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن”.